الجزائر 27 أغسطس 2021
أصدر تحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة يوم أمس الخميس الموافق 26 أغسطس من العام الجاري بياناً بخصوص قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب، عن طريق الأمين العام للتحالف بكي بن عامر.
هذا ونص البيان على الآتي، إذْ يُعبّر تحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة عن صدمته من القطيعة الدبلوماسية التي حدثت هذا الأسبوع بين الجزائر والمغرب، فهو يتابع باهتمام بالغ ما يحدث من تطورات قد تترتب عن القرار الذي أعلن عنه وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بقطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب، وإذ يدعو التحالف ممثلي البلدين إلى تغليب مصلحة الشعبين عبر الحوار ي، وطيب لَهُ أن يُذكّر البلدين لعل الذكرى تنفع المؤمنين بمصلحة الشعبين الشقيقين.
وجاء فيه أيضاً، إنّ الشّعبين في المغرب والجزائر فضلاً عن قوة الأواصر التي تربطهما من ثقافة وتصاهر ولغة وجغرافية وتاريخ، فقد التحما في حرب تحررية ضد المحتل الفرنسي، ولم يدخر قادة الشعبين في تلك المحن جهداً في تعزيز التضامن الشعبي ونشر ثقافة الأخوة والتعاون.
كما يذكّر البيان البلدين، بأنهما عملتا معا على تأسيس هيئات أفريقية وعربية وأممية، كمنظمة الوحدة الأفريقية، والإتحاد المغاربي، ورغم الخلافات التي نجمت عن قصور في التقدير، أو لم تتحرى روح المسؤولية، أو افتعلتها جهات مندسة عكرت تاريخ العلاقات المغربية والجزائرية، فقد نجح العقلاء دوما في الدولتين على إبطال مفعول تلك الخلافات وإعادة العلاقة إلى جادة الصواب ولو في حدودها الدنيا.
فيما يدعو التحالف من منطلق أن الأزمة تلد الهمّة، عقلاء البلدين إلى تحويل هذه الأزمة إلى فرصة للحوار والتواصل بين أصحاب القرار في البلدين، كما يدعو النخب السياسية والثقافية والنشطاء المدنيين والإعلاميين إلى بناء خطاب متعقل متحرر من مشاعر الكراهية والعنف، وأن يساهموا في نشر ثقافة الوفاق لا الشقاق، وثقافة البناء لا الهدم، وأن يوفروا بيئة صحية لأصحاب الشأن بحثا عن أنجح السبل التي تفضي بالبلدين إلى بر الأمان والسلم، وأن يوفروا بيئة نفسية مريحة للشعب حتى لا يسقط في الخوف والتشوش والانفعال السلبي.
إن تحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة يثق في أصالة الشعبين الشقيقين، وفي حكمة أصحاب القرار، وفي نجاعة الأشقاء والأصدقاء العرب والأفارقة في إعادة وصل العلاقة الدبلوماسية بين الدولتين.
وإن إعادة رأب الصدع بين الجزائر والمغرب، مهم للدولتين من منطلق أنهما يمثلان صورة بالغة الرمزية لدى محيطهم المغاربي والأفريقي، وعلى أصحاب القرار في البلدين ونخبهما السياسية والفكرية، أن يضطلعوا بدور يكون في مستوى صورة البلدين التي ترسخت في الوجدان الأفريقي.
ولا شك أن أصحاب القرار في البلدين يدركون جيدا أن أي فشل في عودة علاقتهما الدبلوماسية سينعكس سلبا على النخبتين الحاكمتين، وستتعرض صورة الدولتين إلى الإهتزاز في مرآة الوجدان الأفريقي المشترك.